وداعًا يا فهد الزهراني- رحيل مبكر لصديق وزميل مُخلص
المؤلف: جميل الذيابي08.09.2025

وداعاً أيها القلب الكبير: فهد الزهراني، ذكرى عطرة في أروقة "الحياة"
لم يكن الزميل فهد الزهراني مجرد موظف في مكتب صحيفة الحياة بالرياض، بل كان قلباً نابضاً بالمحبة والخير، يتسع للجميع بروحٍ كريمة وأخلاقٍ سامية. لم تكن رتبته الوظيفية رفيعة، لكن مكانته في قلوبنا كانت أسمى وأجلّ.
كان فهد، رحمه الله، بشوش الوجه، دائم الابتسامة، لا يعرف التذمر ولا الامتعاض. نادراً ما تأخر عن مواعيد عمله، وطوال فترة زمالتي له في صحيفة الحياة، لم ألمس منه سوى المحبة والإخاء للجميع، مهما اختلف معهم في وجهات النظر أو أساليب التعامل. لقد كان مثالاً للتسامح ونقاء السريرة.
لم يكن فهد صحفياً بالمعنى الحرفي، بل كان موظفاً مُخلصاً، لصيقاً بالصحفيين، وشاباً أميناً ودوداً، يعشق متابعة الصحف ورصد الأخبار، وتحليل المقالات والتحقيقات. كان شغوفاً بالمعرفة والإلمام بكل ما يدور في الساحة الإعلامية.
غالباً ما كان يُرسل لي صوراً لمقالاتي ومقابلاتي عبر تطبيق "واتساب"، مُرفقة بتعليقاته الثرية، سواء اتفق معي في الرأي أو اختلف، فكان حريصاً على التواصل وتبادل الأفكار.
أتذكر جيداً قبل عشرين يوماً، عندما أرسل لي صورة لمقالتي عن حلب تحت عنوان "كل حزن وأنتِ شامخة"، وعلق عليها بحزنٍ عميق لما آلت إليه الأوضاع في سورية الشقيقة. وقبل ثلاثة أشهر تقريباً، أبلغني بوفاة شقيقه سعيد، فواسيته بكلماتٍ نابعة من القلب، كمواساة الأخ لأخيه. واليوم، أنعاه بقلبٍ دامٍ، وأتقدم بخالص العزاء لأهله وذويه وزملائه الأعزاء، وإلى نفسي.
بعد أن تقدمت باستقالتي من صحيفة الحياة، اقترب مني فهد بوجهٍ طفولي بريء، ولم ينبس بكلمة، لكنني شعرت أنه يود أن يقول شيئاً، فبادرته بالقول: "سأفتقد من هو مثلك يا فهد، وستظل بيننا مودة لا تنقطع". وظل على تواصلٍ دائم معي، وعندما تم تعييني في صحيفة "عكاظ"، بعث برسالة تهنئة رقيقة، وعلق على مقالتي الأولى قائلاً: "وعاد جميل بعنوان جميل".
كان فهد بحق "دينامو" يعمل بصمت وتفانٍ، من دون أن تسمع له صوتاً إلا فيما ندر. تفرقت بنا دروب الحياة العملية، لكن الود والإخاء بقي حياً نابضاً في قلوبنا، حتى خطف الموت فهد، وسيظل ذكره خالداً في قلوبنا ما حيينا.
لا أُجيد الكتابة في لحظات الرثاء، وأكره الحزن والفقد والأخبار المؤلمة، لكن منذ أن تلقيت نبأ وفاة الزميل الزهراني في حادثة مرورية مروعة، وأنا أشعر بحزنٍ شديد يعتصر قلبي، وأحاول جاهدًا أن أكتب، ولكن الكلمات تتلاشى من ذاكرتي وتهرب من بين يدي. وها أنا أشارك القراء الكرام هذه اللحظات العصيبة، في فقد زميل وصديق عزيز، طالباً منهم الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة.
عندما أبلغني الصديقان علي عسيري برسالة تعزية من نيودلهي، وعبدالمحسن الهويدي برسالة مماثلة من الرياض، في وفاة الزميل فهد محمد الزهراني، دار شريط الذكريات والسنوات الجميلة التي قضيناها معاً، وانهمرت الدموع بلا استئذان، حزناً على فراق زميلٍ خلوق، يستحق من زملائه وأصدقائه الكثير.
0fX0
+Q+l6N>P
+85Q+f9108P34r1M89W
لم يكن الزميل فهد الزهراني مجرد موظف في مكتب صحيفة الحياة بالرياض، بل كان قلباً نابضاً بالمحبة والخير، يتسع للجميع بروحٍ كريمة وأخلاقٍ سامية. لم تكن رتبته الوظيفية رفيعة، لكن مكانته في قلوبنا كانت أسمى وأجلّ.
كان فهد، رحمه الله، بشوش الوجه، دائم الابتسامة، لا يعرف التذمر ولا الامتعاض. نادراً ما تأخر عن مواعيد عمله، وطوال فترة زمالتي له في صحيفة الحياة، لم ألمس منه سوى المحبة والإخاء للجميع، مهما اختلف معهم في وجهات النظر أو أساليب التعامل. لقد كان مثالاً للتسامح ونقاء السريرة.
لم يكن فهد صحفياً بالمعنى الحرفي، بل كان موظفاً مُخلصاً، لصيقاً بالصحفيين، وشاباً أميناً ودوداً، يعشق متابعة الصحف ورصد الأخبار، وتحليل المقالات والتحقيقات. كان شغوفاً بالمعرفة والإلمام بكل ما يدور في الساحة الإعلامية.
غالباً ما كان يُرسل لي صوراً لمقالاتي ومقابلاتي عبر تطبيق "واتساب"، مُرفقة بتعليقاته الثرية، سواء اتفق معي في الرأي أو اختلف، فكان حريصاً على التواصل وتبادل الأفكار.
أتذكر جيداً قبل عشرين يوماً، عندما أرسل لي صورة لمقالتي عن حلب تحت عنوان "كل حزن وأنتِ شامخة"، وعلق عليها بحزنٍ عميق لما آلت إليه الأوضاع في سورية الشقيقة. وقبل ثلاثة أشهر تقريباً، أبلغني بوفاة شقيقه سعيد، فواسيته بكلماتٍ نابعة من القلب، كمواساة الأخ لأخيه. واليوم، أنعاه بقلبٍ دامٍ، وأتقدم بخالص العزاء لأهله وذويه وزملائه الأعزاء، وإلى نفسي.
بعد أن تقدمت باستقالتي من صحيفة الحياة، اقترب مني فهد بوجهٍ طفولي بريء، ولم ينبس بكلمة، لكنني شعرت أنه يود أن يقول شيئاً، فبادرته بالقول: "سأفتقد من هو مثلك يا فهد، وستظل بيننا مودة لا تنقطع". وظل على تواصلٍ دائم معي، وعندما تم تعييني في صحيفة "عكاظ"، بعث برسالة تهنئة رقيقة، وعلق على مقالتي الأولى قائلاً: "وعاد جميل بعنوان جميل".
كان فهد بحق "دينامو" يعمل بصمت وتفانٍ، من دون أن تسمع له صوتاً إلا فيما ندر. تفرقت بنا دروب الحياة العملية، لكن الود والإخاء بقي حياً نابضاً في قلوبنا، حتى خطف الموت فهد، وسيظل ذكره خالداً في قلوبنا ما حيينا.
لا أُجيد الكتابة في لحظات الرثاء، وأكره الحزن والفقد والأخبار المؤلمة، لكن منذ أن تلقيت نبأ وفاة الزميل الزهراني في حادثة مرورية مروعة، وأنا أشعر بحزنٍ شديد يعتصر قلبي، وأحاول جاهدًا أن أكتب، ولكن الكلمات تتلاشى من ذاكرتي وتهرب من بين يدي. وها أنا أشارك القراء الكرام هذه اللحظات العصيبة، في فقد زميل وصديق عزيز، طالباً منهم الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة.
عندما أبلغني الصديقان علي عسيري برسالة تعزية من نيودلهي، وعبدالمحسن الهويدي برسالة مماثلة من الرياض، في وفاة الزميل فهد محمد الزهراني، دار شريط الذكريات والسنوات الجميلة التي قضيناها معاً، وانهمرت الدموع بلا استئذان، حزناً على فراق زميلٍ خلوق، يستحق من زملائه وأصدقائه الكثير.